رغم الدراسات المتعددة لحياة الغوريلا وسلوكها الفردى والإجتماعي، لم يحقق العلماء هدفاً كبيراً لهم إلا مؤخراً، وهو معرفة كيف تضع الغوريلا، ومن الذى يشرف على هذه الولادة الصعبة؟
ثم جاء الاكتشاف الأخير، عندما ركز العلماء و المصوِّرون أنظارهم حول أنثى تقترب من لحظة الوضع، فقاموا بمراقبتها عن بُعد، ولاحظوا حرصها على إخفاء مكان ولادتها.. وبعد نجاح العلماء فى تضليل الغوريلا، بدأت المفاجأة المثيرة، حيث لاحظوا أنها تتجه نحو شجرة بعينها، تلتقط منها ورقة خضراء صغيرة تأكلها، ثم تجلس تحت هذه الشجرة وتصدر عنها الأصوات المعبرة عن آلام الوضع.
عند هذه اللحظة ظهر العلماء والمصوِّرون، وعرفوا أن الغوريلا عند ولادة صغيرها تتصرف مثل أى طبيب بارع، أو مولِّدة خبيرة، إذ أسرعت الغوريلا بعد الوضع بالتقاط صغيرها المغطى بالدماء، ثم قامت بقطع الحبل السرى الذى كان يغذى الجنين من دماء الأم، والمشيمة التى احتضنته، وغسل جسم الوليد بلعابها، ثم أكل المشيمة والحبل السرى والأوراق الخضراء الحاملة لدماء الولادة، ليعود المكان نظيفاً وكأن شيئاً لم يكن!
هذه العملية جرت بسرعة ومهارة، وكأن هذه الأم درست الولادة، ثم اكتشف العلماء أن الورقة الخضراء التى تأكلها الغوريلا قبل الولادة تسهِّل عملية الوضع و تخفف آلامها!
فمَن علَّم الغوريلا أن هذا النبات يسهِّل الولادة؟ ومَن علمها قطع الحبل السرى الذى يصل بينها وبين الجنين بمهارة فائقة؟ أسئلة لا يستطيع العلماء تفسيرها، سوى أن لله فى خلقه شئوناً